مصر نموذج تنموي عربي.
المقدمة:
تعد مصر من البلدان النامية التي حققت تنمية اقتصادية مهمة، مما جعل منها
نموذجا للبلدان العربية والنامية. فماهي خصائص مصر الطبيعية والبشرية؟
وماهي مميزاتها الاقتصادية؟
I- قامت مصر بعدة إصلاحات لاستثمار خصائصها الطبيعية و البشرية في التنمية الاقتصادية.
1 – الخصائص الطبيعية والبشرية
لمصر:
تمتد مصر في أقصى الشمال الشرقي للقارة الإفريقية، تطل على واجهتين بحريتين
(البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط)، يغلب على تضاريسها طابع الانبساط، حيث
تتكون أراضيها من الهضاب والمنخفضات، أما الجبال فتمتد في الجهة الشرقية وسيناء. و
يتميز مناخ مصر بالجفاف، حيث لا تتلقى مصر سوى كميات قليلة من الأمطار في الشمال.
ويبلغ سكان مصر 82م نسمة يتزايدون بوتيرة سريعة تصل إلى 19 ‰ مما يؤثر على البنية العمرية
التي تتميز بالفتوة، حيث تمثل نسبة الصغار اقل من 15 سنة 31 % من مجموع السكان. و
يستقر اغلب سكان مصر في وادي النيل، خاصة منطقة الدلتا الخصبة شمال البلاد، التي
تشهد كثافة سكانية عالية.
2- دور الإصلاحات في مكانة مصر الاقتصادية:
يصل الناتج الوطني الإجمالي إلى 256 مليار دولار، ومعدل الدخل الفردي 2282 دولار
للفرد. و يعرف اقتصادها نموا بنسبة 1.2%، لكن نسبة البطالة مرتفعة تصل إلى 12.6 %،
أما مؤشر التنمية البشرية فهو متوسط (0,662 ). و هذه المؤشرات تجعل مصر في مقدمة البلدان النامية. و
قد وصلت مصر إلى هذه المكانة الاقتصادية نتيجة مجموعة الإصلاحات التي قامت بها مصر
سواء في المرحلة الناصرية (1952-1971 )، أو في المرحلة
الليبرالية (1971 ). ففي المرحلة الأولى تأثرت مصر بالتوجه الاشتراكي فقامت
بإصلاح زراعي وإنشاء التعاونيات، كما تم الاهتمام بقطاع الصناعة خاصة الثقيلة،
إضافة إلى مراقبة الدولة للمبادلات التجارية . هذه الإصلاحات تم التراجع عنها في
المرحلة الليبرالية مع إعطاء أهمية للقطاع
الخاص.
II- تتميز القطاعات الاقتصادية المصرية بعدة خصائص.
1- خصائص قطاعي الفلاحة والصناعة
في مصر:
- قطاع الفلاحة : يتميز الإنتاج
الفلاحي المصري بالتنوع، وتحتل مراتب متقدمة على الصعيد العالمي خاصة في إنتاج
الحبوب والقطن والحوامض. ونظرا لجفاف المناخ فان الإنتاج الفلاحي المصري يعتمد
أساسا على السقي، لذا يتركز على ضفاف النيل وفي الواحات. و تساهم الفلاحة بنصيب
مهم في الاقتصاد المصري، سواء في الناتج الوطني الإجمالي (14.8 %)، أو في تشغيل
اليد العاملة (31.2 %) .
- قطاع الصناعة : تحتل الصناعة مكانة مهمة في اقتصاد
مصر، حيث تشغل 22 % من النشيطين وتساهم ب 37 % من الناتج الوطني الإجمالي . و
يستفيد هذا القطاع من توفر اليد العاملة والمعادن ومصادر الطاقة خاصة في المرتفعات
الشرقية وصحراء سيناء. و تتركز اغلب الأنشطة الصناعية في الشمال خاصة في القاهرة
والإسكندرية.
2- مكانة السياحة والتجارة الخارجية في الاقتصاد المصري.
- قطاع السياحة: تحتل مصر موقعا استراتيجيا في ملتقى القارتين الإفريقية والأسيوية، ويساهم
هذا الموقع بالإضافة إلى التراث التاريخي
والحضاري لمصر، في تنشيط قطاع السياحة. و تحتل مصر الرتبة 34 عالميا من حيث عدد السياح وتتجلى أهمية السياحة في
جلبها ل 19.2 % في مدا خيل البلاد من العملة الصعبة، ويستفيد هذا القطاع من توفر
بنيات تحتية مهمة (فنادق، قرى سياحية، طرق...) .
- التجارة الخارجية: تتكون صادرات مصر في الغالب من المواد الأولية والمواد الاستهلاكية ، في
حين تتكون الواردات من المواد التجهيزية والمواد نصف المصنعة وهذا ما يفسر ارتفاع
قيمة الواردات (71مليار$) مقارنة مع قيمة الصادرات (30مليار$) وبالتالي عجز
الميزان التجاري، مما يدفع مصر للبحث عن مصادر أخرى للعملة الصعبة للتخفيف من هذا
العجز.
الخاتمة:
عملت مصر على القيام بمجموعة من الإصلاحات الاقتصادية، مما انعكس على تطور
اقتصاد البلاد وجعل منه نموذجا للبلدان النامية.
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق