المغرب: الكفاح من أجل الاستقلال وإتمام الوحدة
الترابية.
المقدمة:
تعرض المغرب للاحتلال الفرنسي في بداية القرن 20، وقاوم بكل الوسائل من أجل
نيل الاستقلال. وبعد الحصول عليه خاض
معركة جديدة من أجل الوحدة الترابية.فماهي مراحل الكفاح من أجل الاستقلال واستكمال
الوحدة الترابية؟.
I- انطلقت المقاومة المسلحة للاحتلال بين 1912 و1934.
1- المقاومة المسلحة بالأطلس
المتوسط والجنوب:
- الأطلس المتوسط: شهد مقاومة
مستميتة ضد الاحتلال لمدة 18 سنة، خاصة تلك التي قادتها قبائل زيان بقيادة موحى
وحمو الزياني، الذي كلف الفرنسيين خسائر جسيمة في معركة الهري يوم 13 نونبر 1914.
ورغم دخول المعمرين إلى منطقة خنيفرة فقد ظلت محاصرة. واستمرت المقاومة بعد
استشهاد موحى وحمو الزياني سنة 1921. ولم تتوقف إلا بعد استكمال السيطرة على
المنطقة سنة 1933.
- الجنوب المغربي: تكتلت قبائل سوس والجنوب تحت قيادة
أحمد الهبة إلى أن انهزم في معركة سيدي بوعثمان سنة 1912، وتراجع نحو الجنوب .
واستمرت مقاومة الأطلس الصغير بزعامة عسو وبسلام إلى أن استسلم في معركة بوگافر
سنة 1933.
2- المقاومة الريفية شمال المغرب:
تزعم محمد بن عبد الكريم الخطابي (1882- 1962) أعنف مقاومة بالريف حيث عمل
على توحيد قبائل المنطقة، وتصدى لتواجد الاسباني بالشمال حيث هزمهم وكلفهم خسائر
فادحة في معركة أنوال سنة 1921. وتمكن من تحرير المناطق الشمالية باستثناء بعض
المراكز (سبتة- مليلية- تطوان...). وقد تخوفت فرنسا من انتصارات محمد بن عبد
الكريم الخطابي، وعقدت اتفاقا مع اسبانيا في يوليوز 1925، يقضي بشن هجوم مشترك
استخدمت فيه أحدث الأسلحة بما فيها الغازات السامة، مما اضطر محمد بن عبد الكريم
إلى الاستسلام في ماي 1926، وتم نفيه إلى جزيرة لارينيون.
II- شهدت المقاومة السياسية عدة تطورات بين 1934 و1953.
1- ظهور المقاومة السياسية
وتطورها:
منذ 1934 ازداد وعي المغاربة بضرورة مواجهة الاحتلال بالوسائل السياسية.
وقد شكل إصدار ظهير 16ماي 1930 بداية لتكتل القوى الوطنية التي سترفع مطالبها إلى
سلطات الحماية. فمنذ 1934 تقدمت النخبة الجديدة التي تقود العمل السياسي ببرنامج
للإصلاحات ضمنته إصلاحات إدارية واجتماعية واقتصادية ومالية. وأمام رفض سلطات
الحماية الاستجابة لها تم سنة 1944 تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال.
2- مظاهر المقاومة السياسية بالمغرب:
تكتل الوطنيون المغاربة في منظمات سياسية واجتماعية لمواجهة الاحتلال،
وهكذا ظهرت عدة أحزاب ونقابات. ففي منطقة النفوذ الفرنسي تأسست كتلة العمل الوطني،
كما تشكلت نقابة " الاتحاد العام للنقابات المتحدة بالمغرب". وفي منطقة
النفوذ الاسباني تشكل حزبان هما: حزب الإصلاح الوطني وحزب الوحدة المغربية. وقد
كثفت هذه الهيئات أنشطتها لتوعية المواطنين وتقديم المطالب لسلطات الحماية. وقام
السلطان محمد الخامس بدور هام أثناء زيارته لمدينة طنجة سنة 1947 وألقى فيها خطابا
أوضح فيه المطالب المغربية.
III- عمل المغرب بعد حصوله على الاستقلال على استكمال الوحدة الترابية.
1- ثورة الملك والشعب والحصول
على الاستقلال:
أقدمت سلطات
الحماية على نفي السلطان محمد الخامس إلى كورسيكا ثم إلى مدغشقر سنة 1953، وبعد
نفي السلطان اجتاحت المغرب موجة من الغضب، تحولت إلى عنف ضد الفرنسيين، قادتها
حركة الفداء وجيش التحرير. كما حاول علال بن عبد الله اغتيال محمد بن عرفة، الذي
عينته سلطات الحماية خلفا للسلطان محمد الخامس. وأمام حدة العنف، وضرب المصالح
الفرنسية في المغرب، اضطرت فرنسا إلى إرجاع محمد الخامس من المنفى سنة 1955، وإعلان
استقلال المغرب في مارس 1956.
2- مراحل استكمال الوحدة الترابية المغربية:
بعد حول المغرب على الاستقلال ظلت أجزاء من أراضيه خاضعة للاحتلال الاسباني
في الجنوب إضافة إلى منطقة طنجة الدولية. فبدأ المغرب مرحلة جديدة من أجل استكمال
الوحدة الترابية. وهكذا تم استرجاع منطقة طنجة بعد إنهاء وضعها الدولي سنة 1957،
واسترجعت منطقة طرفاية سنة 1958. بينما بقيت الصحراء المغربة في يد الاسبان حتى
سنة 1975 حيث استرجعت الساقية الحمراء بواسطة المسيرة الخضراء، واسترجاع إقليم
وادي الذهب سنة 1979. ويعتبر الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة وصيانتها من المقدسات
التي يدافع عنها المغرب.
الخاتمة:
قاوم المغاربة الاحتلال الفرنسي بكل الوسائل العسكرية
والسياسية إلى حين الحصول على الاستقلال، لينصب الاهتمام على بناء المغرب الحديث.
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق