المقدمة: عرفت روسيا قيام
أول نظام اشتراكي مرتكز على الاقتصاد الموجه. لكن منذ منتصف الثمانينات أصبحت تشهد
تحولات عميقة نحو اقتصاد السوق. فماهي مظاهر هذا التحول ونتائجه؟.
I- تتميز روسيا
الاتحادية بمؤهلاتها الطبيعية الكبيرة وبعدة خصائص بشرية.
1- المميزات
الطبيعية لروسيا الاتحادية: تبلغ مساحة روسيا أزيد من 17 مليون كلم2 يغلب على تضاريسها طابع الانبساط،
حيث تمتد السهول غرب نهر اينسيي على مساحات شاسعة، وهي سهل سيبريا الغربية والسهل
الروسي. وتمتد الهضاب شرق نهر اينسيي ويطلق عليها اسم سيبريا الوسطى. أما السلاسل
الجبلية فنميز فيها بين كتلة قديمة في الغرب وهي جبال الأورال، وجبال حديثة في
أقصى الشرق والجنوب الشرقي. ونظرا لانفتاح الأراضي الروسية على القطب المجمد
الشمالي وامتداد أراضيها شمال خط العرض °50 فان مناخها قاري يتميز بالانخفاض
الكبير للحرارة في فصل الشتاء، مع تساقطات صيفية لا تتجاوز 600 ملم سنويا، وهذا ما
يقلص نسبة الأراضي الزراعية إلى 7,5%.
2- الخصائص البشرية
لسكان روسيا الاتحادية: يبلغ عدد سكان روسيا الاتحادية 143 مليون نسمة
ويتميزون بانخفاض نسبة الولادات ( 13‰ ) مقارنة مع نسبة الوفيات ( 14‰ )، وهذا
ماجعل معدل التكاثر الطبيعي سالبا، مما يؤثر على البنية العمرية التي تتميز
بارتفاع نسبة النشطين ( 72% ). ونظرا لاتساع مساحة البلاد فان معدل الكثافة السكانية
ضعيف لايتجاوز 8,5 ن/كلم2. وتتميز روسيا باشتغال نسبة مهمة من النشطين في القطاع
الفلاحي ( 9.5% ). وتحتل روسيا الاتحادية المرتبة 56 في مؤشر التنمية البشرية.
II- شهدت روسيا عدة
تحولات منذ 1991 ترتبت عنها عدة نتائج.
1- مظاهر التحول
في روسيا منذ 1991: شهدت روسيا قيام أول نظام اشتراكي في العالم، منذ نجاح الثورة البلشفية
سنة 1917. ويتميز هذا النظام من الناحية الاقتصادية بالتوجيه والتخطيط المركزي،
تحدد فيه الدولة مستوى الإنتاج الاقتصادي حسب الحاجيات الداخلية، إضافة إلى
التنظيم التعاوني، وتأميم وسائل الإنتاج، وإلغاء الملكية الفردية. ومنذ سقوط
الاتحاد السوفياتي سنة 1991 بدأت روسيا تتحول نحو النظام الرأسمالي المرتكز على
الملكية الخاصة، والمبادرة الفردية، واقتصاد السوق (تحرير الأسعار)، وهكذا قامت
روسيا بخوصصة الأراضي، والمؤسسات وتحرير القطاع التجاري والانفتاح على العالم.
2- النتائج
الاقتصادية والاجتماعية للتحول في روسيا:
- النتائج الاقتصادية: خضعت
روسيا بعد سقوط الاتحاد السوفييتي سنة1991 للتبعية للبلدان المجاورة خاصة في
المجال الصناعي. وتتجلى مظاهر هذه التبعية في استيراد بعض المعادن والمواد نصف
المصنعة والتجهيزية، مما اضطر روسيا إلى إعادة تنظيم إنتاجها بالتنسيق مع البلدان
المجاورة (رابطة الدول المستقلة).
- النتائج الاجتماعية: مع تحول
روسيا نحو اقتصاد السوق بدأت تظهر بعض الظواهر الاجتماعية التي لم تكن من قبل مثل
ظهور البطالة ( 12% ) والجريمة والتسول. كما تراجع مستوى مؤشر التنمية البشرية
(الرتبة71)، و أصبح 28% من السكان يعيشون تحت عتبة الفقر.
III- يتميز الاقتصاد
الروسي في مرحلة التحول الليبرالي بعدة خصائص.
1- خصائص قطاع
الفلاحة وتطوره: تعد روسيا أكبر بلدان العالم من حيث المساحة، غير أن موقعها في العروض
العليا وظروفها المناخية جعلت المناطق الفلاحية تنحصر في الجزء الغربي والجنوب
الغربي من البلاد. وتتميز روسيا بتنوع منتوجها الفلاحي الزراعي والحيواني. ومنذ
تحول روسيا نحو اقتصاد السوق شهد الإنتاج الفلاحي تراجعا كبيرا بسبب ضعف التجهيزات
وقدمها وقلة رؤوس الأموال، وهكذا انخفض إنتاج القمح من 77 مليون طن سنة 1990 إلى
37 مليون طن سنة 1998، وتراجع قطيع الأبقار من 60 مليون رأس سنة 1987 إلى 12,3
مليون رأس سنة 2002. وهكذا تراجعت مساهمة الفلاحة في الناتج الداخلي الخام من
16,6% سنة 1990 إلى 5,2% فقط سنة 2003.
2- خصائص القطاع
الصناعي والتجاري بروسيا:
- قطاع الصناعة: كان يمثل
الركيزة الأساسية للاقتصاد الروسي في المرحلة الاشتراكية. وتتركز الصناعات الخفيفة
في منطقة موسكو، وتعرف منطقة الفولكا وجود صناعات متنوعة، بينما تتركز صناعات
الصلب في الأورال والصناعات الكيماوية جنوب نهر اينسيي. وتستفيد الصناعة الروسية
من وفرة مصادر الطاقة والمعادن، غير أن الإنتاج الصناعي يشهد تراجعا نظرا لضعف
الاستثمارات.
- قطاع التجارة: شهد تطورا
وارتفعت نسبة مساهمته في الناتج الوطني الإجمالي من 35% سنة 1990 إلى 60% سنة
2003. ويرجع ذلك إلى ارتفاع قيمة الصادرات وذلك بالزيادة في حجم الصادرات المعدنية
والطاقية. وهكذا أصبح الميزان التجاري الروسي يحقق فائضا.
الخاتمة: اتجهت روسيا نحو
اقتصاد السوق من أجل النهوض باقتصادها، غير أن البلاد ماتزال تعرف ركودا اقتصاديا
وأزمة خانقة بسبب ضعف الاستثمارات الأجنبية وهروب رؤوس الأموال نحو الخارج.
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفWach ran ktbo doros wlala
ردحذف