مراحل تطور الدولة المغربية
الحديثة
المقدمة: منذ حصول المغرب على الاستقلال سنة 1956 دخلت البلاد
مرحلة جديدة في الكفاح من أجل بناء الدولة المغربية الحديثة التي ما تزال مراحلها
مستمرة. فماهي هذه المراحل؟
I- تميزت المرحلة الأولى لبناء المغرب الحديث
(1956 -1962 ) باتخاذ عدة إجراءات
1 – أهم مراحل بناء الدولة المغربية
الحديثة: شهد المغرب منذ حصوله على
الاستقلال 1956 تعاقب ثلاثة ملوك تحملوا مسؤولية حكم البلاد، والعمل على بناء الدولة
المغربية الحديثة، و الخروج من مخلفات مرحلة الحماية، و لذلك شكلت فترة حكم كل ملك
مرحلة قائمة بذاتها. و هكذا نميز بين ثلاث مراحل : المرحلة الأولى في عهد السلطان سيدي محمد بن يوسف تمتد بين
1956 و1962 ثم المرحلة
الثانية في عهد الملك الحسن الثاني و
تمتد من 1962 إلى 1999، و أخيرا المرحلة الثالثة في عهد الملك محمد السادس و تمتد من 1999 إلى الآن.
2 – خصائص المرحلة الأولى (1956-1962): كان المغرب قبل1956 خاضعا للاحتلال الفرنسي
و الاسباني مما جعله مرتبطا بهاتين الدولتين، و بعد الحصول على الاستقلال كان لابد
من اتخاذ مجموعة من الإجراءات، التي تعيد للمغرب كرامته و سيادته ، لذا تم في هذه
المرحلة إصدار عملة مغربية، و إحداث بنك المغرب. هذا بالإضافة إلى إنشاء جيش وطني
تحت إشراف قيادة مغربية. كما تم إصدار مجموعة من القوانين التي تنظم العلاقات في
المجتمع الجديد منها: مدونة الأحوال الشخصية - النظام الأساسي للوظيفة العمومية-
القانون الجنائي- قانون الشغل- قانون الحريات العامة.
II- امتدت المرحلة الثانية في بناء الدولة
المغربية الحديثة بين 1962 – 1998.
1 – الإجراءات السياسية: شهدت هذه المرحلة إصدار أول
دستور مغربي سنة 1962 و الذي يعتبر أسمى قانون ، و قد شكل هذا الدستور القاعدة
الأساسية لمختلف الدساتير التي ستشهدها المراحل المقبلة. و قد حدد الدستور هوية
المغرب حيث اعتبره دولة إسلامية لغتها الرسمية هي العربية، و يعتبر المغرب جزءا من
المغرب الكبير و يسعى إلى تحقيق الوحدة الإفريقية. و نص هذا الدستور على تبني
المغرب للتعددية الحزبية، مما فتح المجال أمام الأحزاب للمشاركة في الحياة
السياسية، و تأطير المواطنين. و توجت هذه المرحلة بتنصيب حكومة التناوب 1998 .
2 – الإجراءات الاقتصادية و الاجتماعية: تبنى المغرب سياسة التخطيط من
أجل تحقيق الأهداف التنموية المنشودة، وهكذا تم وضع العديد من المخططات الاقتصادية؛ و هي عبارة عن برامج للتنمية الاقتصادية و الاجتماعية، تمتد
على زمن معين عرفها المغرب بعد الاستقلال. و نصت هذه المخططات على مشاريع اقتصادية
تهم الفلاحة و الصناعة والسياحة وأخرى اجتماعية و إدارية. كما أسس المغرب لثقافة الحوار الاجتماعي التي تقوم على
التفاوض بين أرباب العمل و النقابات وممثلي الحكومة بهدف إيجاد حلول يتوافق حولها
الجميع لحل المشاكل الاقتصادية و الاجتماعية.
III- اتخذت عدة إجراءات لبناء المغرب الحديث
بعد 1998.
1 – في الميدان السياسي: دشن الملك محمد السادس العهد الجديد بعد توليه
للعرش، بالتركيز على المفهوم الجديد للسلطة بإعطائها صلاحيات و جعلها شريكا في
رعاية المصالح العمومية، و تدبير الشأن المحلي، مع الحفاظ على الأمن والاستقرار، و
السهر على حماية الحريات الفردية و الجماعية، و الانفتاح على المواطنين و الاحتكاك
المباشر بهم، وإشراكهم في معالجة مشاكلهم بهدف بناء مجتمع حداثي يرتكز على الحق و
القانون. هذا بالإضافة إلى الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة.
2- في الميدان الاقتصادي و الاجتماعي: شهدت المرحلة الثالثة إصدار
مجموعة من القوانين همت مختلف المجالات : ففي المجال الاقتصادي تم إصدار قانون الاستثمار، و مدونة التجارة.
و في الميدان الاجتماعي أدخلت تعديلات على مدونة الشغل
ثم مدونة الأسرة. و في الميدان
السياسي و الحقوقي تم
تعديل قانون المسطرة الجنائية و قانون الصحافة. كما عرفت المرحلة الثالثة إحداث
العديد من المؤسسات الاجتماعية مثل مؤسس محمد الخامس للتضامن، و مؤسسة محمد السادس
للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية و التكوين، إضافة إلى إحداث هيئة الإنصاف و
المصالحة.
الخاتمة: قطع المغرب أشواطا مهمة منذ حصوله على
الاستقلال من أجل بناء المغرب الحديث لكن ما يزال أمامه بذل المزيد من الجهود
لبلوغ الأهداف.
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق